وادي العقيق الناحية الجنوبية الغربية‎

وادي العقيق ( الوادي المبارك ) .. هذا الوادي يأسر القلب والروح ويعلق بالنفس فلا يفارقها ، وهو من أشهر أودية المدينة المنورة ، وربما أودية الحجاز . يقع غربي المدينة المنورة ، يبدأ من النقيع ويمر بآبار علي ثم بجوار مزارع أبي هريرة رضي الله عنه ثم بجوار جبل جماء تضارع التي بقربها بئر عروة بن الزبير ، ويأخذ بالمسير باتجاه سوق الخضار ثم إلى جوار الجامعة الإسلامية ثم يقطع شارع سلطانة ثم يتجه إلى الجرف ثم يلتقي مع قناة في منطقة تجمع السيول في زغابة .وينقسم إلى عقيقين أكبر وأصغر ، والأصغر هو الذي عنده بئر رومة (بئر عثمان) ، والأكبر هو الذي فيه بئر عروة . وامتاز الوادي بصفاء هوائه وعذوبة مائه ولين ترابه وخصوبة أرضه فكان لذلك مطمع أنظار الخلفاء والأغنياء والوجهاء وكان أن قامت على ضفافه في العصر الأموي وشطر من العصر العباسي قصور كثيرة وعلى ضفافه ومن أشهرها قصر عروة بن الزبير وقصر سعيد بن العاص وقصر مروان بن الحكم وقصر سعد بن أبي وقاص وقصر عروة، وقصر سكينة بنت الحسين وغيرها كثير وتزاحم الميسورون على قطع الأراضي بجانبيه حتى لم يعد فيه موضع لمزيد من البناء، وما زالت بعض الآثار قائمة حتى الآن . كما نشأت بالقرب منه مزارع خصبة تغطيها أشجار النخيل وشتلات الخضراوات والفواكه فضلاً عن الحدائق التابعة للقصور القائمة فيه لذلك يمكن أن نتصور منطقة العقيق في فترة ازدهارها مساحة خضراء يتخللها مسيل مائي واسع شبه متعرج فيها أشجار النخيل والفواكه وبساتين الخضار وغيرها. وفيه القصور المسورة المتلاصقة حيناً والمتباعدة شيئاً حيناً آخر. غير أن هذه الحالة الزاهرة انتهت عندما تقلصت المدينة في القرن الهجري الثالث وهجرت القصور وتهدمت . وتصف المصادر التاريخية مياهه ومياه الآبار فيه بالعذوبة، ولذا يتزود منها أهل المدينة والمسافرون إليها، ومن أشهر آباره بئر عروة . وقد ورد في الأحاديث بأن العقيق واد مبارك ، ففي صحيح البخاري باب بعنوان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم، " العقيق وادٍ مبارك " ، وفيه حديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بوادي العقيق ، يقول: " أتاني الليلة آت من ربي ، فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك " . وقد فرشت أرض المسجد النبوي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحصى ناعمة من أرض العقيق .

المدينة: المدينة المنورة



favorite_border location_on