الحجرات هي بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت أمهات المؤمنين يعشن فيها. وهي البقعة الطاهرة التي اختارها الله سبحانه وتعالى لأن تكون دار له صلى الله عليه وسلم، فكان فيها فراشه ومكان نومه صلى الله عليه وسلم، فسكنها النبي صلوات الله وسلامه عليه وأزواجه الطاهرات، فكانت مهبط الوحي،ومركز نشر الرسالة، وتقع بجوار مسجده صلى الله عليه وسلم، وفيها قبره صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. وكانت تسمى قديما بالمقصورة ، وهي تسع حجرات، بدءاً بحجرة عائشة ثم حجرة سودة رضي الله عنهما، وقد ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: " ما بين هذه البيوت" يعني بيوته "إلى منبري روضة من رياض الجنة". وتمتد من الركن الجنوبي الشرقي ومن الجهة الشرقية والشمالية حتى باب الرحمة في الركن الشمالي الغربي. وحدد الحسن البصري ارتفاع سقفها فقال: كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه فأنتاول سقفها بيدي. (أبعادها تقريبا من 3-3.5 نتر والإرتفاع حوالي 2,5 متر. وبشكل عام كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ضيقة، ذات فراش بسيط. قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته، قإذا سجد غمزني ، فقبضت رجليًّ، فإذا قام بسطتهما، قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح. وأما بساطة فراشه فيتضح من حديث عائشة رضي الله عنها: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدمٍ، وحشوه من ليف. (المدينة المنورة فضائل ومعالم، د. محمد خوجة) وفي زمن الوليد بن عبد الملك تم توسعة المسجد وإزالة الحجرات وبكى كثير من الصحابة والتابعين حتى قال سعيد بن المسيب: والله لوددت أنهم تركوها على حالها حى ينشأ ناشيء من المدينة ويقدم قادم من الآفاق فيرى ما اكتفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، ويكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر بها. دراسة هذه الحجرات تعلمنا مدى قناعة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا بالقليل من الدنيا ومدى صبرهن على ذلك ابتغاء لمرضاة الله سبحانه وتعالى. هذا هو حال بيت أكرم خلق الله ، فأين نحن منه؟ (تاريخ طيبة في خير القرون، د. تنيضب الفايدي).
المدينة: المدينة المنورة