مكان في مؤخرة المبنى القديم من المسجد النبوي الشريف ، غرب ما يعرف اليوم بدكة الأغوات (وهي دكة طولها 12 مترا في عرض 8 أمتار ، تعلو عن الأرض بنحو نصف متر) ، إلى الجنوب قليلا ، وليس لها أي علامات مميزة حاليا. أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يظل هذا المكان بجريد النخل ، وأطلق عليه اسم الصفة أو الظلة، وقد أعد لنزول العزاب الرجال من المهاجرين والفقراء والوافدين الذين لا مأوى لهم . وكان جل عمل أهل الصفة تعلم القرآن والأحكام الشرعية ، من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ممن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فإذا جاءت غزوة خرج القادر منهم للجهاد فيها. (المدينة المنورة تاريخ ومعالم، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة). وكانت الصدقة إحدى أهم المورد حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالصدقة عليهم. وإلى جانب المهاجرين والغرباء نزل بعض الأنصار حباً لحياة الزهد والفقر رغم استغنائهم عن ذلك ووجود ديار لهم في المدينة، ومنهم كعب بن مالك الأنصاري وحنظلة بن أبي عامر الأنصاري (غسيل الملائكة) وحارثة بن النعمان الأنصاري وغيرهم. إن أهل الصُّفة يمثلون نموذجاً للتطبيق الحقيقي لمبادئ الإسلام وانتشاره، حيث تعلّم أهل الصفة من رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم بمعناه الواسع، سواءً كان ذلك تفسيراً للقرآن الكريم أو نقلاً للأحاديث، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يهتم بأحوالهم كثيراً حتى يفضلهم على ابنته صلى الله عليه وسلم فقد ورد أن علياً وفاطمة رضي الله عنهما جاءا يطلبان خادماً يخدمهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لا أعطيكما، وأدع أهل الصفة تطوى بطونـهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم، وأنفق عليهم أثمانهم... الحديث (د. نتيضب الفايدي، محاضرة: دور أهل الصُّفّة في انتشار الإسلام) . ومن الصحابة من أهل الصفة: أبوذر الغفاري، أبوهريرة، وعمار بن ياسر، بلال بن رباح، سلمان الفارسي، صهيب الرومي، وأثلة بن الأسقع الليثي، قيس بن طهفة الغفاري، جرهد الأسلمي، وطلحة بن عبدالله النضري وغيرهم، رضي الله عنهم أجمعين.
المدينة: المدينة المنورة